كيفية تصميم سياسات الحوكمة في الشركات العائلية
تتميز الشركات العائلية بأنها مبنية على أساس من القيم والرؤى المشتركة، لكن هذه الميزات تفرض تحديات ذات طبيعة خاصة، تتمثل في صعوبة الفصل بين ديناميكيات العائلة وأهداف العمل، الأمر الذي يجعل حوكمة الشركات العائلية في السعودية والإمارات ضرورة لا غنى عنها للحفاظ على تماسك بنية الشركات ضمن النسيج الاقتصادي المحلي والعالمي.
في هذه المقالة يشارككم وليد الكِلش، وهو مستشار معتمد في الشركات العائلية في السعودية والإمارات، الركائز الأساسية لبناء سياسات الحوكمة في إدارة الشركات العائلية.
كيفية تصميم وتنفيذ سياسات الحوكمة في الشركات العائلية
يمكن تشبيه هيكل الحوكمة في الشركات العائلية ببناء ذي أربع أركان، حيث يتم بناؤه على الركائز الأربع التالية:
1. تحديد الأدوار والمسؤوليات في الشركة العائلية
يبدأ بناء سياسات الحوكمة في الشركات العائلية بتوضيح أدوار الأفراد ومسؤولياتهم، ووضح حدود للتمييز بين الأدوار العائلية، والتي يمكن أن تشمل المُلَّاك والمساهمين وأعضاء مجلس الإدارة، وبين الأدوار التجارية مثل الإدارة والعمليات.
أيضاً، ينبغي أن يكون توزيع المسؤوليات والتخطيط للخلافة في إدارة الشركات العائلية مبنياً على أساس الكفاءات والمؤهلات الفردية، وليس على أساس الروابط الأسرية فقط.
عندما يتم التخطيط بشكل واضح للأدوار والمسؤوليات في الشركة العائلية، ينتج بناء إطار قوي للمساءلة يعزز الشعور بالعدالة ويقلل من حوادث سوء الفهم.
2. التخطيط لعمليات صنع القرار
بشكل عام، تعكس عملية اتخاذ القرار نجاح العمل التجاري، لكن في الشركات العائلية بشكل خاص، فإن التخطيط لعملية اتخاذ القرار ضروري لضمان عدم تجاوز الحدود الفاصلة بين الشؤون التجارية والشخصية.
ويمكن التمهيد لعملية صنع قرار ناجحة بتعزيز القيم التالية ضمن الشركات العائلية في السعودية والإمارات:
– الشفافية: يتم بناء الشفافية في إدارة الشركات العائلية من خلال توضيح كيفية اتخاذ القرارات، والمشاركين في العملية، والمعايير المستخدمة لتقييم الخيارات.
– حل النزاعات: لا يعد من النادر نشوء نزاعات أثناء عملية اتخاذ قرار، لكن بالإمكان إدارة هذه النزاعات بشكل بناء، عبر مجلس الأسرة أو الوسطاء المستقلين.
– التمييز بن القرارات الكبرى والصغرى: من الضروري توضيح الفرق بين القرارات الاستراتيجية الكبرى التي تتطلب مشاركة أفراد العائلة، والأخرى التشغيلية اليومية، والتي يمكن تفويضها إلى الإدارة.
3. إنشاء مجلس عائلي
يعد إنشاء مجلس العائلة ضرورة لا غنى عنها لبناء استراتيجية الحوكمة في الشركة العائلية، فهو بمثابة منتدى حيث يلتقي أفراد العائلة ويناقشون شؤون العمل، مما يعزز التواصل الفعال بينهم.
يبدأ تأسيس المجلس بتحديد أهدافه وغاياته بوضوح، مثل مناقشة الملكية والتخطيط للخلافة والمسائل المالية والحفاظ على قيم العائلة. ثم عقد اجتماعات منتظمة.
وتعد الاستعانة بمستشار معتمد استراتيجية شائعة وقوية لتقديم إرشادات خارجية وغير متحيزة، وضمان تركيز المناقشات على ما يضمن مصلحة الشركة العائلية.
4. بناء سياسات قوية في الشركات العائلية
تتعزز الحوكمة في الشركات العائلية السعودية والإماراتية من خلال إنشاء سياسات شاملة، حيث تعمل هذه السياسات كمجموعة من القواعد والمبادئ التي يتفق جميع أفراد العائلة على اتباعها.
وتشمل هذه السياسات جوانب مختلفة مثل: التوظيف والملكية والخلافة وأخلاقيات العمل والسلوكيات المقبولة، لترسيخ ثقافة النزاهة والاحترافية في الشركة العائلية.
من خلال بناء أساس قوي للحوكمة، يمكن أن تتغلب الشركة العائلية على التحديات الفريدة الناتجة عن تداخل الشؤون العائلية والأعمال، والحفاظ على الانسجام الأسري وضمان انتقال سلس للقيادة وتعزيز الاحترافية والنجاح المستدام للشركات العائلية.
وليد الكِلش مستشار معتمد في الشركات العائلية في السعودية والإمارات ويقدم خدمات استشارية متخصصة ومصممة بناءً على احتياجاتك وأهدافك، لا تؤجل التخطيط الاستراتيجي لاستدامة شركتك من أجل ضمان عملية انتقال ناجحة وتواصل فعال بين الأجيال وتواصل اليوم لحجز خدماتك الاستشارية.